حين تُقرّر الشركة الأم أن “تشحذ فلوس من المساهمين الجدد" اليك الطريقة

في عالم الشركات، هناك نوعان من التوسّع:

توسّع شريف… وتوسّع “يسوّي نفسه شريف”.

وطبعًا، بعض الشركات الأم عندنا اختارت الطريق الثاني:

تجيك بشركة تابعة عمرها كم سنة… ما بعد مشت كيلوين، وفجأة تبغى تطرحها اكتتاب!

وهنا تبدأ الرواية.

الفصل الأول: عندما تبحث الشركة الأم عن المال… لكنها ما تبغى تدفع

بدل ما تفتح خزائنها وتموّل الشركة التابعة، قالت:

“ليه أدفع… دام الناس مستعدين يدفعون؟”

اكتتاب عام يا جماعة!

فلوس جاهزة، بدون فوائد، بدون ديون ، 

والأجمل؟ المساهمون الجدد هم اللي يتحملون كل المخاطر.

والله شغل نظيف.🫣

الفصل الثاني: التقييم… حين يصبح الدواء ذهبًا

فجأة… الشركة التابعة اللي كانت مجرد “ملاحظة في القوائم المالية”

لا تقدم ولا تؤخر تصير “لؤلؤة المجموعة” و“ذراع استراتيجي” و“قصة نمو”.

والهدف واضح:

ارفعوا قيمة الورق… خلّوا السوق يتولّى الباقي.

الفصل الثالث: المساهم الحالي في الشركة الأم… يضحك بصوت عالي

ليش؟

لأن الطرح يرفع قيمة الشركة الأم بدون ما تسوي شيء!

لا مصنع.

لا خطوط إنتاج.

ولا حتى إعلان توظيف.

مجرد طرح اكتتاب… وقيمة السهم تشدّ جسمها وتشوف نفسها قدّام المراية.

الفصل الرابع: المساهم الجديد… يدخل قسم الاشعة 😇

يدخل بقناعة إن الشركة “فرصة كبيرة”.

“قطاع واعد”.

“إدارة قوية”.

وغيرها من العبارات الجاهزة والرنانة ،

ويدفع التقييم اللي الشركة الأم ما كانت مستعدة تدفعه أصلاً.

وهنا تبدأ اللحظة الحاسمة :

الشركة الأم ربحت… والمساهم الجديد بدأ يتحمّس… وهو مابعد شاف الحقيقة.

الفصل الخامس: لعبة نقل المخاطر

لو في مشاكل تشغيلة؟ يتحملها المكتتب الجديد.

لو الأرباح أقل من المتوقع؟ يتحملها المكتتب الجديد.

لو القطاع فيه منافسة قوية؟ يتحملها المكتتب الجديد.

لو السهم هبط ٥٠٪؜ يتحملها المكتتب الجديد 

هذي المخاطر رُميت في وجه المكتتب الجديد .. وخليه يعيش

بينما الشركة الأم تقول بكل برود:

“نحن نملك 35%… ونفخر بهذا الاستثمار الاستراتيجي”

استراتيجي لمن بالضبط؟

لك ولا لهم؟

بالأرقام… طبعاً لهم.

الخلاصة المختصرة:

طرح الشركة التابعة ليس دائمًا خداعًا…

لكنه في كثير من المرات أسلوب أنيق لتمويل التوسّع من جيوب الناس بدل جيب الشركة الأم.

الطرح يعطي الشركة الأم:

• فلوس مجانية

• تقييم أعلى

• مخاطر أقل

ويعطي المساهم الجديد:

• قصة حزينة او جميلة .. ماندري

• أمل كبير .. او الم عميق 

• وتقييم… غالبًا فوق الواقع

باختصار:

“في القطاع الصحي الذي وُجد ليُنقذ الأرواح… صار المساهم هو أول حالة تحتاج إنعاش”

“ووسط غُرف العمليات… اكتشفنا أن أدقّ جراحة يمارسونها هي استئصال السيولة من جيوب المساهمين”

والله شُغل نظيف

بقلم ؛

عبدالله الثقفي ( ابو رسيل ) 

شريك معرفي لمنصة سهم المالية 

مستشار استثمار في نُصح المالية

خبير اسواق المال - مدرب 

سناب 

@Abu_RaaSeeL22