هبوط السهم 40% مجرد زوبعة ..؟

هبوط السهم 40% مجرد زوبعة ..

حديثي اليوم عن ( بعض ) المحللين الماليين الذين لا يتعاملون مع السوق كنظام حيّ متغير، بل كمنهج واحد يجب على السوق أن يلتزم به احترامًا للمعتقداتهم.

أي أسلوب خارج إطار الاستثمار طويل الأجل يُختزل فورًا إلى “مضاربة”،

ثم يُدان أخلاقيًا قبل أن يُناقش مهنيًا.

تحت شعار اشتر مع كل نزول وكأن المتداول المسكين لديه مال قارون او جالس على بنك .. 

يكون هبوط السهم 40% مجرد زوبعة .. وعليك ان تصبر .

ويعتقدون أن :

محاولة توقيت السوق: ضياع وقت.

إدارة الصفقة ووقف الخسارة : تهور.

الخروج الذكي وتبديل المراكز : ضعف قناعة.

البحث عن مهارة جديدة  : جريمة .

السوق عند هذا النوع من المحللين الماليين ليس مزيج أدوات،

بل طريق واحد .. ومن لم يسلكه فهو إما ( جاهل أو متهور ).

المفارقة أن السوق لا يعمل بهذه العقلية ولا يكافئ “النية الاستثمارية”

بل يكافئ فهم المرحلة، والسيولة، والسلوك السعري.

التحليل الحقيقي لا يُقصي الأدوات ولا يحارب الأساليب،

بل يضع كل أداة في سياقها المرحلي والزمني.

أما اختزال السوق في مدرسة واحدة

فليس وعيًا… بل جهل مركب يروج له من تعتقدون انهم يحسنون صُنعا ..

وحين يسيطر (( التحيّز المعرفي )) لا يعود المحلل يبحث عن الحقيقة،

بل عن بيانات تؤكد قناعته المسبقة , كل ما يخالفها يُهمَّش،

وكل نتيجة تُعاد صياغتها لتخدم ما يعتقده فقط .

وهنا ستجد الطيور على اشكالها تقع ، ويجتمع المتحيزون . 

وعلى كثر المستثمرين والمضاربين الناجحين على مر العصور وتنوع ادواتهم ومدارسهم واساليبهم 

ستجد هؤلاء يرددون اسمين فقط (جراهام ووارن بافيت) ويتشدقون بمدرسة "القيمة"  ويهمشون كل شي أخر,

وهذا اكبر دليل على انغلاقهم الفكري ، وضحل المنطق واحادية التفكير .

اذا قدر الله عليك وصادفت أحدهم يتحدث , فأعلم ان  العقل سيُحبس في مجموعة عبارات مستهلكة 

ويتحول التحليل من أداة فهم إلى لغة ليس لكلماتها أي معنى ويتحول المحلل المالي الى منظّر يزعجنا بكثرة البربرة والتنظير . 

حينها اذكرني بدعوة في ظهر الغيب وقل ( غفر الله لك يا أبا رسيل ). 😇

✒️ بقلم:

عبدالله “أبو رسيل” الثقفي

مدرب ومحلل فني – مستشار في شركة نُصح المالية

وشريك معرفي لمنصة سهم كابيتال